الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد التميمي أبو فراس. من سلالة مضر بن نزار ولقبه الفرزدق، ومعناها الرغيف، لقب بذلك لجهامة كانت في وجهه، وقيل لقبح ودمامة، إذ كان وجهه كالرغيف المحروق
شاعر اموي مشهور, ولد في كاظمة في الكويت "حاليا" عام 38هـ سنة 641 م .نشأ فيه البصرة و نبغ في الشعر منذ صغره من شعراء الطبقة الأولى من الأمويين، ومن نبلاء قومه وسادتهم، وابن سيدهم على الإطلاق، يقال أنه لم يكن يجلس لوجبة وحده أبدا، وكان يجير من استجار بقبر أبيه، وجده صعصعة كان محيي الموؤودات في الجاهلية. وكان كثير الهجاء، إذ أنَّه اشتهر بالنقائض التي بينه وبين جرير الشاعر تنقل بين الأمراء والولاة يمدحهم ثم يهجوهم ثم يمدحهم.
تبادل الهجاء هو وجرير طيلة نصف قرن حتى توفي سنة 732 م. هو أحد أهم شعراء عصر بني أمية. ونظم في معظم فنون الشعر المعروفة في عصره وكان يكثر الفخر يليه في ذلك الهجاء ثم المديح. مدح الخلفاء الأمويين بالشام, ولكنه لم يدم عندهم لتشيعه لآل البيت. كان معاصرا الأخطل ولجرير الشاعرأيضا, وكانت بينهما صداقة حميمة، إلا أن النقائض بينهما أوهمت البعض أن بينهم تحاسدا وكرها, وانشعب الناس في أمرهما شعبتين لكل شاعر منهما فريق، ولجرير فيه رثاء جميل. كانت له مواقف محمودة في الذود عن آل البيت، وكان ينشد بين أيدي الخلفاء قاعدا, كان غالب شعره فخرًا, ويقول أهل اللغة: "لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية". كان مقدما في الشعراء, وصريحا جريءً، يتجلى ذلك عندما حج هشام بن عبد الملك و طاف بالبيت وجهد أن يصل إلى الحجر السود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام، فنصب له كرسي وجلس يرقب الناس ومعه جماعة من أعيان الشام. فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب عليهم السلام فطاف بالبيت ، فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم الحجر، فقال رجل من أهل الشام لهشام: "من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟"، فقال هشام : " لا اعرفه." مخافة أن يرغب فيه أهل الشام. وكان الفرزدق حاضرا فقال: " أنا أعرفه" ثم اندفع فأنشد ميميته المشهورة : هذا الذي تعرف البطحاء وطأتهو البيت يعرفه و الحل و الحرمهذا ابن خير عباد الله كلهمهذا التقي النقي الطاهر العلمهذا ابن فاطمة إن كنت جاهلهبجده أنبياء الله قد ختمواوليس قولك من هذا بضائرهالعرب تعرف من أنكرت و العجمكلتا يديه غياث عم نفعهمايستوكفان ولا يعروهما عدمسهل الخليقة لا تخشى بوادرهيزينه اثنان حسن الخلق و الشيمحمال اثقال اقوام إذا افتدحواحلو الشمائل تحلو عنده نعمما قال لا قط ألا في شهادتهلولا التشهد كانت لاءه نعمعم البرية بالإحسان فانقشعتعنها الغياهب و الإملاق و العدمإذا رأته قريش قال قائلهاإلى مكارم هذا ينتهي الكرميغضي حياء ويغضى من مهابتهفلا يكلم إلا حين يبتسمبكفه خيزران ريحه عبقمن كف أروع في عرنينه شمميكاد يمسكه عرفان راحتهركن الحطيم إذغ ما جاء يستلمالله شرفه قدما و عظمهجرى بذاك له في لوحه القلمأي الخلائق ليست في رقابهملأولية هذا أو له نعممن يشكر الله يشكر أولية ذافالدين من بيت هذا ناله الأممينمى إلى ذروة الدين التي قصرتعنها الأكف و عن إدراكها القدممن جده دان فضل الأنبياء لهوفضل أمته دانت له الأمممشتقة من رسول الله نبعتهطابت مغارسه و الخيم و الشيمينشق ثوب الدجى عن نور غرتهكالشمس تنجاب عن إشراقها الظلممن معشر حبهم دين و بغضهمكفر و قربهم منجى و معتصممقدم بعد ذكر الله ذكرهمفي كل بدء و مختوم به الكلمإن عد أهل التقى كانوا أئمتهمأو قيل من خير أهل الأرض قيل هملا يستطيع جواد بعد جودهمولا يدانيهم قوم و إن كرمواهم الغيوث إذا ما ازمة أزمتو السد اسد الشرى و البأس محتدملا ينقص العسر بسطا من أكفهمسيان ذلك إن أثروا و إن عدموايستدفع الشر و البلوى بحبهمو يسترب به الإحسان و النعمفما كان من هشام إلا أن حبسه حتى إستطلقه منه الإمام علي زين العابدين فأطلقه. وأرسل الإمام له بصلة فردّها بأدبٍ مبينا أنه ما مدحه لأجل الصلة يعود له الفضل في احياء الكثير من الكلمات العربية التي اندثرت. من قوله:
إذا مت فابكيني بما أنا أهلهفكل جميل قلته فيّ يصدقوكم قائل مات الفرزدق والندىوقائلة مات الندى والفرزدقوأيضا له قصائد في الحذر ومنها
(( وأطلس عسال وما كان صاحبا دعوت بناري موهنا فأتناي))
فلما دنا قلت ادن دونك إني وإياك في زادي لمشتركان))
كان جد الفرزدق يشتري المؤودات في
الجاهلية ثم أسلم أبوه بعد ظهور
الإسلام . تربى الفرزدق في
البادية فاستمد منها فصاحته و طلاقة لسانه.
توفي في بادية البصرة وقد قارب المئة.