موضوع: حقوق المرأة المكرمة في دينناااااااااا الجمعة يونيو 22, 2007 8:15 am
شـيّد الله تعالى بناء الأسرة على أساس المودّة والرّحمة ، فقد بيّن القرآن الكريم حقيقة أنّ الرجل والمرأة قد جُبِلا على سكون أحدهما إلى الآخر وميله وشعوره بالطمأنينة والدفء برفقته ، فقال تعالى : (وَمِن آياتِهِ أن خَلَقَ لَكُم مِن أنفسِكُم أزواجاً لِتَسكُنوا إليها وجَعلَ بينكُم مَودّةً ورَحمةً إنَّ في ذلِكَ لآيات لِقَوْم يَتَفَكَّرون ). ( الروم / 21) ولأنّ البيت لا يُبنى إلاّ بوجود المرأة ومودّتها ومحبّتها ، فقد جعل الاسلام المرأة هي التي تُنشئ عقد الزواج ، فهي طرف الايجاب : طرف إنشاء العقد وإيقاعه ، ليوضِّح بشكل متميِّز حق المرأة في اختيار الزوج ودورها في بناء الحياة الزوجية . ويمثِّل الزوج طرف القبول ، وصحّة العقد بينهما متوقِّفة على رضاهما وقبولهما معاً ، فلا يصحّ العقد بالإكراه ، كما إنّ لها وله أن يُحدِّدا من الشروط التي يراها كل منهما ويوافقا عليها ، إلاّ ما حرّم حلالاً أو حلّل حراماً . ولا يستحكم هذا البناء ويدوم إلاّ إذا قام على أسس عادلة تُحفَظ فيها الحقوق والواجبات ، يعزّ كل طرف الآخر ويراعي حرمته ويتعاون معه في سعادة هذه المملكة الصغيرة بحجمها ، الكبيرة بمعانيها ومضامينها . ولذلك فإنّ الاسلام ضمنَ للمرأة حقوقها ، في مقابل ما تقوم به من دور وتنهض به من مسؤوليات ، قال تعالى : (ولهُنّ مثل الّذي عليهنّ بِالمَعروف ). ( البقرة / 228 ) ومع كل هذه الشرائط ، راحَ الاسلام مرّة بعد مرّة يؤكِّد على ضرورة رعاية المرأة وحفظ كرامتها ومعاملتها بلطف ومحبّة ورفق ، فيؤكِّد تعالى : (وعاشِروهنّ بِالمَعروف ... ). ( النساء / 19 ) وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال : (أوصاني جبرئيل بالمرأة ، حتّى ظننتُ أ نّه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة) () . واستمراراً لهذا النهج ، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جعل من نمط سلوك الانسان في بيته ومعاملته لزوجته ، وعموم أهله ، معياراً لشخصية الانسان وميزاناً لمقدار الخير الذي تحمله ، ممّا يدلّ على أنّ الانسان إنّما يُختبر في نفسه ويُمتحن في دينه ويُفاضل في شخصيته ابتداءً في طريقة تعامله مع نسائه وأهل بيته ، ومدى رأفته ورحمته ، ومقدار الخير الذي يوصله إليهنّ وإليهم ، لذا فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤكِّد : (خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي) () . ومن مظاهر الخير أن ينفق الانسان على أهل بيته ممّا أنعم الله عليه ، ويسعى في رفاههم وتحسين أحوالهم ، ورحمته بهم ورعايته لهم ، تديم رحمة الله به ورعايته له ، لذا قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (عيال الرجل أسراؤه ، فمَن أنعم الله عليه بنعمة فليوسع على أسرائه ، فإن لم يفعل أوشك أن تزول النعمة) () . وما أكبر جريمة الانسان لو أ نّه أهمل رعاية أسرته وتسبّب في أذاهم ، لذا فالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : (ملعون ملعون مَن ضيّع مَن يعول) () . لأنّ من أكبر النعم على الانسان الزوجة ، وهي تشاركه معاناة الحياة وتعاونه في نيل الأماني وتشاطره الحلو والمرّ من اللحظات ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمرها ، وتحفظه إذا غابَ عنها في نفسها وماله) () . لذا كان المتوقّع من الرجل واللاّزم منه أن يُقابل هذا الجميل بالإحسان ، والنعمة بالشكر ، فقد رُوي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : (ما أظنّ رجلاً يزداد في الإيمان خيراً إلاّ ازداد حبّاً للنساء) () . فالنساء مظهر للخير وللرحمة ، وموطن للجمال والفتنة ، والانسان مجبول على حبِّ الجمال والميل للخير والأنس بالرحمة . .